تنمو الحشائش البحرية فوق الطبقات السفلية الطرية، وتكون أوراق النبات أعلي الأرض وترتبط بالسيقان والجذور أسفل التربة والحشائش البحرية موجودة في جميع البحار ماعدا منطقتي القطبين، حيث تكون مألوفة في النظام البيئي للمياه الضحلة. وقد تصاحب الحشائش البحرية بيئات أخري مثل الصخور أو الطحالب الكبيرة أو الرمل أو المرجان، وبهذا توصف بيئاتها كمزيج تبعاً للبيئات المصاحبة
عتبر من اغني وأكثر البيئات إنتاجية ومثلها مثل الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية، ولاهميتها يطلق عليها "البيئات البحرية الحساسة" نظراَ لأنها تعمل كمصنع للغذاء الساحلي وتتلخص أهميتها في التالي :ـ
تفضل الحشائش البحرية النمو في أعماق ضحلة حيث الأضاءة مياها أفضل، وقد تتواجد في أعماق تصل إلي 90م. وتوجد أنواع من الحشائش البحرية قد ينقشع عنها الماء في بعض الأحيان موجودة في المنطقة العلوية لمنطقة المد والجزر (upper inertial zone) من نوع ( Halodule univervi) تم مشاهدتها في الخليج العربي.
تم تسجيل أحد عشرة نوعاَ من نباتات الحشائش البحرية في البحر الأحمر منها ثلاث أنواع في الخليج العربي (الشكل رقم15) ويقتصر وجود (Halophila decipiens) في خليج السويس، وتسود الأنواع الموجودة في الخليج العربي (halophila ovalis, halophila stipulacea, Halodule univervis) البحر الأحمر عموماَ بما فيها خليج السويس وخليج العقبة. ولقد تم تسجيل 9 أنواع من الحشائش البحرية المعروفة بالبحر الأحمر في ضفة الوجه.
وتسود ( H.ovalis) و (T. ciliatum ) خليج العقبة وشمال البحر الأحمر بينما (T. uninervis ) و (C.rotudata ) تسود وسط البحر الأحمر وتوجد بصفة عامة (H.uninrvis ) في جميع أرجائه. تزداد كثافة الحشائش البحرية علي الساحل الشرقي من البحر الأحمربإتجاه الجنوب.
عكس نظام توزيع الحشائش البحرية في الخليج العربي طبيعة قيعان متباينة الخواص وظروف فيزيائية بحرية متغايرة. ويتواجد نمو جيد في عدة أماكن ضحلة عمقها أقل من 30م وتعتبر الحشائش البحرية الموجودة في خليج سلوي علي اشكال مروج من أهم مناطق التغذية لقطيع عرائس البحر الموجود بالخليج العربي، وبإستخدام تقنية الإستشعارعن بعد وجدت الحشائش البحرية حول البحرين وعلي طول الشاطئ الجنوبي من الخليج مقابل الشاطئ القطري والشاطئ الإماراتي إضافة إلي الجزء الغربي للشاطئ السعودي. وتقل الكثافة مقابل السواحل الإيرانية والكويتية. وقد يعزي هذا إلي زيادة العمق في الساحل الشرقي للخليج العربي قليل الشفافية.
توجد الأنواع التي تنتمي إلي الطحالب (Algae) بالبحر الأحمر علي صورتين إحداهما العوالق الدقيقة الحجم (phytoplankton ) والأخري هي الأعشاب البحرية (sea weed ) والطحالب البحرية هي نباتات لا زهرية ثالوثية التركيب (لايوجد بها جذور وساق أو أرواق حقيقية) وتوجد علي شكل هائمات أو أعشاب بحرية، ولها دور مهم في صنع الغذاء عن طريق التمثيل الضوئي.
تلتصق الأعشاب البحرية دائماَ إلي دعامة سواء كانت صلبة مثل الصخور والشعاب المرجانية والإنشاءات والمراسي وكذا السفن أو كانت الدعامات سائبة مثل القيعان الرملية والطينية وذلك في المنطقة الساحلية إلي أعماق تصل لأكثر من 100متر وتسود الطحالب الحمراء المناطق الدافئة بينما تسود الطحالب البنية المناطق الباردة. وتؤثر الطحالب البحرية تأثيراَ حيوياَ في جميع النظم البيئية المعروفة في البحر الأحمر سواء الشعاب المرجانية أو مروج الحشائش البحرية وغابات الشوري وأيضاًَ عل القيعان الرملية.
وتعتبر الطحالب البحرية عموماَ والأعشاب منها خصوصاَ من أقل المجموعات التي درست بيئياَ ومع ذلك فلقد تمت بعض الدراسات في خليج العقبة وعلي شواطئ سيناء حيث تدر في بعض المناطق المحصول الثابت بأقل من 1كجم وزن جاف/ متر مربع ومعدل الإنتاجية اليومية بحوالي 1 – 3 جم وزن جاف.
تعتبر الأعشاب البحرية مصدر غذاء لكثير من الأحياء البحرية تستغلها بطريق مباشر أو غير مباشر وتضيف أيضا كما لا بأس به من الأوكسجين اللازم لحياة هذه الكائنات كما أن بعض هذه الأنواع له القدرة علي تثبيت ما يتفتت أو يتكسر من الشعاب المرجانية عن طريق نموها كطبقة أسمنتية ما بين هذه الأجزاء المتكسرة لإعادة تماسكها مرة أخري، وكثيراَ منها يعتبر أدلة جيدة علي التلوث بالصرف الصحي وكذا التلوث البترولي بل إن بعض الأنواع له القدرة علي معالجة درجات من هذا التلوث.
ولبعض الأنواع الحمراء والخضراء خاصية اختزان التلوث الإشعاعي والدلالة عليه إضافة إلي تأثر الكثير من هذه الأنواع بالتلوث الحراري، كما تمتص بعضها العناصر الثقلية وتخلص المياه منها. كما يمثل نمو الأعشاب البحرية مراع كثيفة للأسماك والمحاريات والقشريات علي أسطح الشعاب والقيعان الرملية.
تعد انتاجية الأعشاب البحرية بالبحر الأحمر قليلة نسبيأَ للإستثمار التجاري. ولكن هناك علي شواطئة أماكن عديدة تصلح لإستزراع الأنواع الاقتصادية سواء للغذاء المباشر أو لمستخلصها الهامة وقد يعود ذلك بالنفع الكبير.
ونسبة كل مجموعة من هذه الطحالب مماثلة للنسب الموجودة في المنطقة الاستوائية في المحيط الهندي والمحيط الهادي. وهناك حوالي 10% من هذه الأنواع مستوطنة البحر الأحمر.
المصدر/
المهندس احمد عبدالرحمن الجناحى
مدير ادارة الثروة السمكية
http://uaeagricent.moew.gov.ae/fisheries/sea_grasses.stm
إعداد/ أمانى إسماعيل