لحظة غضب
حدثتنى بصوت تملأه الدموع تسألنى النصيحة بعد اعترافها أنها أفسدت حياتها بإصرارها على الطلاق من زوجها أبو ابنتها الوحيدة بسبب مشكلة بينها وبين أمه، طلب منها أن تعتذر لأمه لكن كل أسرتها شجعتها على طلب الطلاق تحت شعار علشان يعرف قيمتك وهايرجع هايرجع، وبعد الطلاق أصبحت وحيدة فى بيت أهلها الكل مشغول بحياته وهى تبكى ليل نهار وتتمنى لو اعتذرت لحماتها واحترمت رغبة زوجها الذى رجاها أن تعتذر ليمر الموقف، وتشعر أنه كلما جاء لرؤية ابنتهما يريد العودة لكنه يصمت وهى أيضا تريد العودة وتسألنى كيف تعود محافظة على كرامتها.
سما
بداية عليك أن تعترفى أنك أخطأت بطلبك الطلاق، والأفضل عندما تمر الحياة الزوجية بمشكلة ما أيا كانت شدتها أن يتمالك الزوجين نفسيهما ولا يصرحا بالرغبة فى الانفصال حتى يسمحا للوقت أن يقوم بدوره فتهدأ النفوس وتعود الحياة لطبيعتها، وبعد اعترافك بتسرعك عليك أن تتحدثى مع والديك فى رغبتك فى العودة وأن تبحثى عن شخص علاقته بكما طيبة ولا تخجلى أن تطلبى منه التوسط طالما تشعرين أن طليقك لديه نفس الرغبة من أجل ابنتكما، ولا تسمحى لأحد أن يتدخل فيفسد عليك فرصة عودة حياتك الزوجية طالما كانت فى مجملها هادئة لكن موقف واحد تم التعامل معه بشكل خاطئ أفسدها، وعلى كل زوجة أن تدرك أن قرار الانفصال ليس بالسهل أو المريح وأن هناك مراحل كثيرة يجب أن تمر بها قبل اتخاذ قرار الطلاق حتى لا تندم فكلمة فى لحظة غضب قد تعيش العمر كله وهى تندم عليها فالتريث فى قرار الانفصال واجب على كل زوج وزوجة.
إعلان السر
علمت بخبر زواج زوجى من أخرى وكدت أنفجر من الغضب وأطلب الطلاق لكن نصحتنى صديقة أن أهدأ وأسافر بعض الوقت مع بناتى لأتمكن من التفكير دون تهور خاصة وأن ابنتى الكبرى مخطوبة، وهدأت قليلا وأقنعت نفسى أن علاقتنا أساسا لم تكن أفضل شيء لكنها قائمة ومستمرة منذ سنوات من أجل البنات لأن زوجى يحبهم جدا ولا يقصر ماديا معهم، وإذا طلبت الطلاق ربما يأخذهم منى بإرادتهم لأنه سيوفر لهم مستوى اقتصادي لا أستطيع توفيره لهم، وبدأت أطلب أمورا مادية كثيرة لأأمن مستقبلى لكنى لم أعد قادرة نفسيا على إقامة علاقة معه وهو يخوننى، وهو أيضا لم يكن متحمسا لذلك حيث كان يعود للبيت على موعد النوم متحججا بظروف وضغوط العمل وكنت أسكت وقلبى يتقطع، الآن مر عام وعلمت أن زوجته أنجبت ولدا وأتوقع أن يخبرنى قريبا بخبر زواجه لأنه يلمح للأمر منذ فترة وأنا أتجاهل حواره ولا أعرف ماذا أفعل عندما يفرض على الأمر الواقع الذى أتحمله فى صمت بالمهدئات منذ عام، هل أطلب الطلاق الآن أم أهدده به؟ لا أعرف أشعر أن كرامتى ستضيع إذا قبلت، فكيف أتعامل مع الموقف خاصة وأن زواج ابنتنا على الأبواب وأعتقد أنه سيخبرنى بمجرد زواجها؟
هدى
أعتقد أن صدمتك الأولى كانت الأصعب لكنك استطعت تجاوزها والاستمرار خوفا على بناتك، ولأنك لا تشعرين تجاهه بحب حقيقى لكنه بالنسبة لك أبو البنات ومصدر الإنفاق الأساسى على البيت ومشاعرك الآن سببها إحساسك بأن إعلان الخبر سيكون بمثابة الفضيحة للأسرة وتقليل من شأنك وسط الآخرين، لكن زواجه فى السر رغم ما يشكله عليك من ضغط نفسي لكنه لم يقترب من صورتك أمام المجتمع، وهنا عليك أن تفكرى فى إتمام زواج ابنتك وعندما يخبرك لا تهددى بالانفصال أو الطلاق لأنه أنجب الولد من الزوجة الثانية وتهديدك لن يحقق لك أى مكاسب بل سيدمر أسرتك أنت، فالأفضل أن تطلبى منه وقتا لاستيعاب الأمر وأن تطلبى منه بعد ذلك عدم إعلانه كى لا يشكل مشكلة لابنتك المتزوجة حديثا وتدريجيا ستتقبلين الفكرة لأنك اجتزت الأصعب خلال العام الماضى، وبمرور الوقت ستكتشفين أن الوضع أصبح أقل ضررا على نفسيتك، فإخفائك لمعرفتك بالأمر أضر بنفسيتك لكن إخباره لك سيساعدك أن تنتبهى لنفسك و بناتك ويستمر دوره كمصدر للأمان الاقتصادى للأسرة.
دفتر الذكريات
أحيانا نشعر أننا لم نعد قادرين على الدخول فى معارك مع الحياة أو فى مناقشات مع المختلفين معنا، نشعر أن أقصى أمنياتنا أن ننزوى فى مكان ما لنحظى باستراحة محارب انهكته الحياة، هذه الأحاسيس قد تصل بالإنسان إلى الاكتئاب وعليه الانتباه لهذا جيدا فالانسحاب من الحياة والانزواء فى ركن ما لن يجعلها وردية لكنها ستزداد سوءا، وعلينا لتجاوز هذه الأحاسيس البحث فى دفاترنا القديمة عن هؤلاء الذين كنا نرتاح معهم عن الذين تشاركنا معهم أجمل الذكريات وأحلى الأيام وألا نخجل من الاتصال بهم، فالحديث معهم سيمنحنا طاقة إيجابية تساعدنا على تجاوز الأزمات، وعلى كل منا إدراك حقيقة مهمة وهى أنه فى حياة كل منا أشخاص دون غيرهم مجرد سماعنا لأسمائهم يفرحنا، والحديث معهم يسعدنا، وأن نذكر أنفسنا دوما بأن هناك من يحبوننا كما نحن، ربما يكون عددهم قليلا جدا لكنهم موجودون، وأنه مازال هناك خير وأن كثرة المشكلات التى نقابلها فى حياتنا لا تعنى أنه لم يعد هناك شيء يستحق بل على العكس فكوننا مازلنا على قيد الحياة أمر فى حد ذاته يستحق منا عدم الاستسلام، ولنبدأ من هذه اللحظة البحث فى دفتر الذكريات.