هدى إسماعيل
في ذكرى واحدة من أبرز اللحظات الفارقة في التاريخ السياسي المصري المعاصر، تحل علينا ثورة 30 يونيو محمّلة بذكريات ومواقف وأصوات لا تزال تتردد في وجدان الوطن، وبين هذه الأصوات، يعلو صوت الكاتبة والإعلامية فريدة الشوباشي عضو مجلس النواب، المعروفة بمواقفها الجريئة وانحيازها الدائم للشارع المصري.
في هذا الحوار الخاص، نسترجع معها مشاهد الثورة، ونناقش رؤيتها لما تحقق على أرض الواقع بصراحتها المعتادة، وبلاغتها المعهودة.
- في البداية... حدثينا عن مشاركتك الشخصية في ثورة يونيو؟
جاءت ثورة 30 يونيو لإنقاذ مصر من السقوط الذي كان يخطط له الإخوان، لذا كانت المشاركة في الميدان من جميع الأجيال، فقد شاركت بثلاثة أجيال "أنا ونبيل ابني وأدهم حفيدي" وهذه كانت السمة الرئيسية في ثورة يونيو حيث تواجد جميع الأجيال في الميدان، فهي أكبر ثورة في تاريخ البشرية، وقد كنت فى هذه الأثناء أتابع بهلع ما يدفعنا إليه الإخوان، فقررت النزول إلى الميدان، ووجدت ابنى نبيل يستعد للنزول، ومما يستحيل نسيانه أن أدهم حفيدى وكان وقتها فى السابعة عشرة من العمر، قال لى ولوالده أنا لازم أنزل، وإذا لم تأخذونى معكم سأنزل بتاكسى، بذلك كنا ثلاثة أجيال، استشعرنا جميعا وجوب التصدى لمؤامرة تفتيت المحروسة، وفى ميدان التحرير أكد الملايين أن مصر فى العين والقلب وأننا سنفديها بأرواحنا، ومن أغرب ما حدث أن قلوبنا جميعا أشارت إلى رجل كنا بالكاد نعرف أن اسمه عبدالفتاح السيسى.
بالحديث عن الرئيس كيف رأيت دوره فى هذه المرحلة؟
شهد العام الذي تولت فيه جماعة الإخوان حكم البلاد، شهد غياب القيم الوطنية، كما ظهرت الكثير من الطوائف الدينية، وهو أمر لم يكن معهودا قبل ذلك على أرض مصر، لذا كان الفريق عبدالفتاح السيسى – وقتئذ - طوق النجاة للبلاد، حيث أصدر الشعب له تكليفا بتولى المسئولية بثقة تامة فى أنه سيعيد مصر إلى مكانها ومكانتها، وقد أثبتت الأيام أن قلوب المصريين لا تخطئ، حيث تأكد للقاصى والدانى أنه كان الاختيار الأمثل والأصح، وأنه وجيشنا الباسل العظيم أملنا فى إنقاذ مصر من المؤامرة المدمرة الخبيثة التى كلف الأعداء إخوان الشر بتنفيذها، ومنذ تولى الرئيس السيسى المسئولية وهو ينفذ مطالبنا بتوفير العيش والحرية ويبذل قصارى جهده لتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مصر التى حلمنا بها، ولن يتوقف حلمنا عند حد معين بل سنعمل مع قائدنا حتى تصبح أم الدنيا أد الدنيا.
- كيف كانت مشاركة المرأة بشكل عام في ثورة يونيو ؟
المرأة المصرية هي التي ربت الجيل الذي خرج في ثورة 30 يونيو ضد تنظيم الإخوان الإرهابي، ولولاها وتربيتها لأبنائها كما يجب أن يكون لما كان هناك ثورة سيظل التاريخ شاهدا على أنها التجمع البشري الأكبر على مدار التاريخ الإنساني، فالمرأة هي من دفعت الشباب ليخرجوا على الإخوان ويبطلوا الدعوة الخبيثة الخاصة بعودة الخلافة.
- دورة المرأة وإيمان الرئيس عاملان مهمان فيما حققته المرأة من مكتسبات.. كيف تقرئين هذه العبارة؟
انتبه الرئيس عبدالفتاح السيسي لدور المرأة منذ اللحظة الأولى، وقدرّه بالشكل الكافي، فهو الذي أعاد للمرأة المصرية اعتبارها، وفي نفس الوقت كان على علم بكذب وادعاءات أهل الشر بخصوص المرأة، حينما وصفوها بالعورة التي يجب أن تجلس في بيتها، ولا تعمل بالأساس، لم ينتبه إلى هذه الدعوات وآمن أن بغيابها سيصبح المجتمع بنصف الكفاءة والإنتاج، وأيقن أن إعلاء شأن المرأة هو بالأساس إعلاء لشأن مصر، فقد أعاد للمرأة المصرية اعتبارها، وفتح المجال لها لتولي المناصب طالما توافرت لها الكفاءة والذكاء والقدرة، لذا يمكن القول إن ثورة 30 يونيو أعادت للمرأة كرامتها داخل مصر وأمام العالم، وسوف يذكر التاريخ دائماً وأبدا دورها العظيم فى إنقاذ وطن وشعب من قوى الظلام والتطرف والإرهاب، تلك القوى التى كانت تسعى لطمس الهوية المصرية تحقيقاً لأهدافها ومطامعها الشخصية.
وما المكتسبات التى حققتها المرأة بعد الثورة؟
بعد معاناة مريرة فى ظل حكم الجماعة التى سعت بكل قوة لتهميش دور المرأة والانتقاص من مكتسباتها جاءت الثورة لتتصدر المرأة الصفوف بجوار جيشها وشرطتها العظيمة للحفاظ على مكتسباتها وإعلان رفضها التنازل عن حقوقها التى طالما حاربت من أجلها وأثبتت أن النساء هن من يصنعن التاريخ، ولتثبت المرأة من خلال هذه الثورة صلابة إرادتها وإرادة الشعب التى تنتصر دائما، وبعد الإطاحة بالنظام حققت المرأة الكثير من المكتسبات فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة بعد أن أعلن 2017 عام المرأة، لتبدأ وقتها الإنجازات، حيث أطلق استراتيجية 2030 التي عملت من خلالها الدولة على تمكين المرأة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، وأكد الرئيس في جميع المؤتمرات دعمه لدور المرأة وحقوقها، وأن كل طلباتها ستكون قيد التنفيذ، لتعطيها القيادة السياسية وظائف جديرة تليق بمكانتها، كما أحرزت الدولة تقدما ملحوظا في مسيرة التنمية على جميع الأصعدة، بما يشمل رفع مستوى معيشة المواطنين، وكان للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة" دور عظيم في الارتقاء بالوضع الإنساني، حيث حققت الجهود لإتاحة الاستثمارات اللازمة لتحسين جودة الحياة للمواطنين، ومنذ تولى الرئيس السيسى المسئولية وهو ينفذ مطالبنا بتوفير العيش والحرية ويبذل قصارى جهده لتحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء مصر التى حلمنا بها ولن يتوقف حلمنا عند حد معين بل سنعمل مع قائدنا حتى تصبح أم الدنيا، أد الدنيا.
- وما الدور المطلوب من المرأة فى الفترة المقبلة خاصة في ظل الأحداث الجارية؟
عليها دور كبير وهو توعية الأبناء بالمخاطر التي تحيط بنا وأن نتفهم جيدا حقيقة الوضع الحالي وأن نقف جميعا يد واحدة لكي نحافظ على مصر، فنحن بدون الوطن لا نساوي شيئا فمصر هي الهدف والدرة النفيسة التي يجب رعايتها، علينا أن نساهم مع الرئيس السيسي فى بناء مصر والحفاظ على أمنها واستقرارها من خلال دعم قراراته التى ترفض فى المقام الأول التدخل فى الشأن المصرى وأى تصرف من شأنه زعزعة استقرارها والنيل من أمنها القومى.