19 يوليو 2025
مانزل من قرآن في طريق الهجرة
مانزل من قرآن في طريق الهجرة( خطبة جمعة)
اكبر درس من الهجرة هو أن نتأمل الآيات التي نزلت في طريق الهجرة ونقف مع تفسيرها والرسائل التي تحتاجها الأمة حاليا من معاني هذه الآيات
- ماذا نتوقع أن ينزل على المهاجر وهو في طريقه للخروج من جحيم التعذيب الذي كان فيه إلى حياة جديدة؟
نتوقع البشرى بالحياة الهادئة الهانئة التي تنتظره ؟
لقد نزل على رسول الله قول الله تعالى (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) فأنت راجع إلى مكة يوما ما؟
فالله يبشره ويطمئنه ولكن
هل سيرده إلى مكة ليعيش دنياه فيها كما كانت
سنرى في المستقبل
لقد نزل عليه صلى الله عليه وسلم: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير
الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة و أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)
كان الصحابة وهم في مكة يستأذنون رسول الله في القتال ليشفوا صورهم ويدفعوا عن أنفسهم ولكنه يقول لهم (إني لم أؤمر بذلك)
لقد كانوا محتاجين الرد على هذا القهر فلايؤذن لهم ثم هاهم بعد أن هاجروا ونجوا من العذاب ينزل عليهم الإذن
نعم
ليتجرد المسلمون و يتربوا على أن الجهاد شرع لتكون كلمة الله هي العليا
وليتربوا على أنهم ماخرجوا من مكة من أجل أن يرمموا ماتهدم من حياتهم بل ليستكملو ا الطريق
لإقامة الدين
(إن الله يدافع عن الذين آمنوا) بقتال وبغير قتال ( إن الله لايحب كل خوان كفور) قال بعض العلماء نزلت لما قال أهل بيعة العقبة للرسول صلى الله عليه وسلم: ألا نميل على أصحابنا هؤلاء فنقتلهم؟ يقصدون المشركين في منى
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لم أؤمر بذلك "
(إن الله لايحب كل خوان كفور)
قال بعض العلماء هذا من نهي الله لهم عن القتال بهذه الصفة التي طلبوها لأن الله لايحب الخيانة وكفر النعمة
ويرى آخرون أنه إخبار عام من الله تعالى بأنه لايحب كل خوان كفور ولذا فهو يدافع عن الذين آمنوا ويدفع عنهم كيد وظلم الذين لايحبهم فهم خوانون كفورون
(أذن للذين يقاتلون) أي اذن الله لهم أعطاهم الإذن في القتال
)بأنهم ظلموا ) بسبب أنهم ظلمهم غيرهم (وإن الله على نصرهم لقدير) يعدهم ويبشرهم ويطمئنهم
(الذين أخرجوا من ديارهم) أخرجهم غيرهم( بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) فلا ذنب لهم ,ولاجريمة ارتكبوها ولكن لأنهم مسلمون موحدون كما قال الله ( ومانقموا منهم اإلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا)
ولولا أن الله تعالى يدفع الباطل بأهل الحق
ولولا أن الله شرع الجهاد في سبيل الله
ولولا أن الله يقوي الضعيف إلى أن يرد القوي الظالم عن ظلمه وغيه
لولا ذلك لحدث ماذا؟
ماذا يحدث عندما يترك المسلمون الجهاد الذي شرعه الله؟
عندما يستسلم الضعيف لضعفه ولايحاول أن يقوى ليخرج من حالة الاستضعاف التي يذل فيها ويهان
عندما تعيش الأمة عيشة الكفار الذين لاهم لهم والهدف ولا غاية إلا الدنيا كما قال الله عز وجل ( والين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم)
عندما يتخلى المسلمون عن دينهم فيتخلوا عن الصدارة وعن قيادة الأمم بالحق فتتحول دفة قيادة العالم إلى الباطل والظلم؟
يحدث ما يحدث اليوم
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) كما نرى
لأن البا طل لادين له ولاقيم ولا اخلاق تحكم هواه ونزغاته وشهواته فلا يحكم العالم الا الجنون
واهم فساد وأصل كل فساد في الأرض هو الجرأة على المعابد التي يذكر فيها اسم الله فلا يسلم منها دار للعبادة لأي دين
لا المساجد ولا الكنائس ولا حتى معابد اليهود
كما سمعنا بالأمس عن ضرب كنيسة في فلسطين
لكننا نحن المسلمين منهيون عن هدم المعابد كما استدل العلماء من هذه الآية التي نقف معها
لو أن الإسلام ولو أن المسلين هم القوة المسيطرة على العالم كما كانوا من قبل لاحترموا المعابد وجعلوا لها حرمة لايتعدونها
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخرج جيشا وصاهم
"أغزوا باسم الله على بركة الله ولا تغلوا ولا تغدر ا ولا تقتلوا راهبا في صومعة ولا طفلا ولا امرأة ولا تهدموا صومعة ولا تفعلوا كذا وكذا
( لكن هؤلاء الذين وعدهم الله بالنصر لهم صفات اي نصرهم بشروط ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) فالنصر بشروط هي التي حققها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم نزلت فهم مثال على من حقق شروط النصر فنصره الله
أما الآن فنحن ننتظر المعجزات والطير الأبابيل بدون أن ننصر الله ورسوله
الخطبة الثانية
أيها الإخوة إن أمتنا اليوم في حاجة إلى استيعاب هذا الدرس العظيم من دروس الهجرة
وهي الآن احوج ما تكون للوحدة ضد اعدائها كما نرى فاعداؤها متربصو ن بها دولة تلو دولة فما ينتهون من ضرب دولة في صميمها حتى وصلوا إلى ضرب قصر الرئاسة في وسط عاصمة إسلامية
لكن وحدة المسلمين وخصوصا العرب لاتتم الا بالاسلام فالعرب لم يوحدهم الا الإسلام
أننا في حاجة إلى أن نفيق
وان لا نعيش في غفلة فالأمور حولنا كما نرى وكما نسمع
الأمور تحتاج إلى يقظة وانتباه ورجوع إلى الله ليمنحنا البصيرة التي تفرق بين الخير والشر بل الفروق الآن بين الشر والأشر منه ضعيفة كالشعرة فيحتاج الإنسان إلى البصيرة لا ليفرق بين الخير والشر ولكن ليفرق بين ويختار خير الخيرين ويتجنب شر الشرين
نحتاج إلى الدين ليمنحنا البصيرة والنور
اللهم اجعل في اسماعنا نورا
دعاء