01 أكتوبر 2025
لماذا لا تطمئن قلوبنا باليقين في وعد الله
تحكماتنا في وعد الله
نحن كبشر طبيعتنا البشرية تضعف اطمئنان قلوبنا بوعد الله
رغم أننا نوقن بأن وعد الله حق لأن الله أكد وعده وأقسم عليه في القرآن(وَفي السَّماءِ رِزقُكُم وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبَّ السَّمَاءِ والأَرضِ إنَّهُ لَحَقٌ مِثلَمَا أَنَّكُم تَنطِقُوُن) ولكن
ـ نحن كبشر نريد أن يأتي وعد الله بصورة معينة وطريقة معينة هي التي تشفي صدرونا ولكن الله تعالى هو الأعلم وهو العليم الحكيم ( وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لَاتَعلَمُوُن) ونحن نريد ذلك وفقا لما نراه أمامنا في واقعنا وظروفها الحالية ولكن الله يعلم ما سيتغير ويتبدل غدا
ـ نحن نستعجل كما قال الله عز وجل (وكانَ الإِنسانُ عَجُولًا) ولكن الله تعالى لايعجل لعجلة الانسان فهو الحكيم الخبير (ولو يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَ استِعجَالَهُم بِالخَيرِ لَقُضِيَ إِليهِم أَجَلُهُم)
ـ نحن نريد أن ينصر الله أناسا معينين لأنهم ضحوا وبذلوا ولكن الله تعالى قال (اللهُ أعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسَالَتَه) والله أعلم بمن يستعمله لتحقيق النصر وبمن يكرمه بالشهادة في سبيله وقد مات من الصحابة من لم يدرك النصر
ـ نحن نريد أن ينتقم الله من ناس معينين ليشفي صدرونا منهم والله أعلم بمن ينتقم منه كما انتقم من أبي جهل وأمية بن خلف وشفا منهم الصدور وهو أعلم بمن يكرمه بالاسلام كأبي سفيان وخالد وغيرهما وأعلم بمن يهينه ولكن في ميدان آخر
ـ نحن نريدالنصر ونحن في حالة التحدي والتهديد والوعيد فيصدق التحدي ويقع تهديدنا ووعيدنا ولكن الله يحب منا الانكسار بين يديه والذل له وحتى رسوله صلى الله عليه وسلم ذل له وتضرع حتى سقط رداؤه يوم بدر أما يوم الأحزاب فقد نزل النصر وهم في أشد الخوف واضطرارهم لله تعالى وأما فتح مكة فقد نزل النصر وهم في حال التواضع لله اختيارا بعد أن تربوا عليه فيما مضى اضطرارا
ـ نحن نريد تحقق وعد الله وفقط ولاننظر الى أي أمر أو خير غيره والله قد يريد أمرا آخر فخلق الله أوسع مما ندرك وتدبير الله لكونه أدق وأعقد مما تستوعب عقولنا القاصرة ( وَتوَدُّوُنَ أَنَّ غَيرَ ذَاتِ الشَّوكَةِ تَكُوُنُ لَكُم وَيُريِدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقطَعَ دَابِرَ الكَافِرِيِنَ)
ـ نحن كبشر أبصارنا وقد تكون معها قلوبنا معلقة بالدنيا وما فيها لها نفرح ولفواتها نحزن بدرجة أو بأخرى( بَل تُؤثِرُوُنَ الحَياةَ الدُّنِيَا ) والله تعالى كما وعد المؤمنين بالنصر وعدهم بالجنة والرضا ( والآَخِرَةُ خَيرٌ وَأبقَىَ)
ـ نحن مع يقيننا بوعد الله نحتاج إلى سعة قلب تستوعب صفات الله الكثيرة المتنوعة، وسعة أفق تستوعب عظمة الكون وسعته فتفوض الأمر لله
( الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) الحشر
اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد