كتبت: سماح موسى
تحلم كل ربة منزل بتحقيق ميزانية منضبطة لأسرتها تمكنها من توفير احتياجاتها بشكل مثالى دون الحاجة إلى الاستدانة أو التنازل عن بعض متطلبات أفراد أسرتها، وعلى الرغم من صعوبة تحقيق ذلك إلا أن هناك نماذج كثيرة لسيدات نجحن فى وضع ميزانية محددة لمصروفات الأسرة مكنتهن من معرفة احتياجات أسرهن الأساسية وما يمكن الاستغناء عنه..
"حواء" تضع لكِ خططا بسيطة لترشيد استهلاكك وتوفير مستلزمات أسرتك..
في البداية يقول د. رشاد عبده، الخبير الاقتصادي: عند وضع ميزانية للأسرة لابد أن ندرك الفرق بين الدخل النقدي -مقدار ما يكسبه الفرد من دخل بصورة نقدية - والدخل الحقيقي للأسرة - مقدار ما يستطيع الفرد أن يحصل عليه من سلع وخدمات بدخله النقدي - وتعتبر سيدة المنزل وزيرة مالية أسرتها تحدد أولوياتها طبقا للمبلغ النقدي الذي يعطيه لها الزوج إضافة إلى دخلها إذا كانت عاملة والذى على أساسه تضع خطة محكمة وناجحة، وتوازن بين الدخل ومصروفات أفراد أسرتها لتجتاز الشهر دون اقتراض من الآخرين بل في بعض الأحيان تدخر للمواسم المختلفة "الأعياد والمدارس والمصايف"، وقد تسهم فى زيادة دخل أسرتها فمن الممكن أن تشترك في نشاط أضافي مثل دورات تعليم الكروشيه والتريكو مقابل مبلغ مالي وتشتري ماكينة خياطة لصناعة ملابس أفراد الأسرة توفيرا للمال.
وينصح د. رشاد المرأة بتشجيع أفراد أسرتها على المشاركة في وضع الميزانية واتخاذ القرارات المالية ما يعزز لديهم الشعور بالمسئولية والوعي المالي خاصة تعليم الفتيات منذ الصغر على وضع خطط لميزانية ناجحة من خلال إعطائها مبلغ مالي وإعطائها مساحة لوضع الخطط وشراء مستلزمات المنزل وعمل جدول للأكلات ومساعدتها في طهي هذا الطعام وعند نجحها تكافئها.
مواصفات الخطة
ترى د. سناء محمد أحمد النجار، أستاذ بقسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية الاقتصاد بجامعة حلوان بضرورة موازنة المرأة بين موارد الأسرة واحتياجاتها الضرورية بصفتها المسئولة الأولى عن إدارة موارد أسرتها والتى يقع عليها العبء الأكبر في التخطيط المالي والاقتصادي لبنود الانفاق الأسرى بما يتواءم مع الاحتياجات الفعلية والضرورية لأفراد أسرتها وحدود دخلها وذلك من خلال وضع خطة مستقبلية تساعدها على توزيع مواردها المحددة على احتياجاتها المتعددة والمتنوعة في فترة زمنية محددة.
وتقول د. سناء: التوزيع المتوازن للموارد لا يعني تقسيمها بالتساوي على الاحتياجات المختلفة لكن تخصيص نسبة من الموارد لكل حاجة، حيث تتفاوت هذه النسبة بتفاوت أهمية الاحتياجات، وتختلف تحديد هذه النسبة باختلاف عوامل كثيرة منها الحالة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للأسرة، كما تتأثر بالقيم والمستويات التي يتمسك بها أفرادها، كما يجب اتباع أسس لوضع ميزانية الأسرة بمعنى ترتيب الأولويات ومراعاة أن تكون الميزانية ملائمة لمستوى الفرد ومرنة تحسبا لحدوث ظروف طارئة وأن تتصف بالشمول والاستمرار، ويمكن تنمية الموارد عن طريق استخدام وسائل ضغط المصروفات وهي الاكتفاء بالطلبات الملحة فقط واستغلال الخدمات المجتمعية المجانية والتنازل عن بعض الاحتياجات الثانوية غير الملحة.
وتضيف: يجب تقسيم السلع التى ترغب فى شرائها المرأة إلى ضرورية وكمالية، فالأولى هى التي تشبع حاجات الإنسان البيولوجية كالحاجة إلى الطعام والشراب والملبس والمسكن، أما الكمالية فهي سلع يرى غالبية الناس أن الحاجة إليها على أدنى درجة من الإلحاح، وعلى ربة المنزل أن تتعامل بعقلانية رشيدة عند الإقدام الفعلي للشراء من خلال تحديد أولوياتها بعد تحليل لمزايا وعيوب السلعة أو الخدمة ودرجة أهمية الإشباع الذي ستحققه.
أما د. أحمد حنفي، الخبير والمحلل الاقتصادي فيقول: تختلف الاستراتيجيات التى تتبعها الأسرة وفق دخلها واحتياجات أفرادها من مأكل ومشرب وملبس، بجانب المدفوعات الملزمة بها من إيجار وفواتير المياه والكهرباء والانترنت، بالإضافة إلى الطوارئ كمرض مفاجئ لأحد أفراد الأسرة أو قدوم ضيف مفاجئ، مع مراعاة ادخار مبلغ للترفيه، وتعد أولويات الصرف هي الفيصل فى تحديد الاستراتيجية المتبعة فإذا كان دخل الأسرة محدود فيمكن اتباع استراتيجية 60-20-20، بمعنى تحديد 60% من الدخل للأساسيات، و20% للمدفوعات والطوارئ، و20% للأدوية والادخار، أما الأسرة ذات الدخل المتوسط فيمكن أن تتبع استراتيجية 70%أساسيات ومدفوعات، و30% منها نسبة 20%لإنفاق حتى منتصف الشهر الحالي و10%ديون معدومة.
ويوضح د. حنفي أنه هناك ثلاثة أوجه تحدد الاستراتيجيات المتبعة، أولها الضروري المهم العاجل بمعنى الأساسيات من المأكل والمشرب والتعليم، وهناك غير ضروري غير العاجل كشراء الملابس، أما عن غير الضروري وغير العاجل لكنه مهم مثل المدفوعات فمن الممكن تأجيل دفع فاتورة التليفون هذا الشهر لشهر آخر لكنه مهم لأجراء اتصالات تليفونية مهمة، هناك غير الضروري وغير المهم وغير العاجل مثل الترفيه والسفر لمصيف غالي الثمن تقليدا للأقارب والأصدقاء .