هايدى زكى 

تلقب المرأة بوزيرة اقتصاد منزلها والمحرك والمتابع والمعلم أيضا لأولادها لكيفية الاستهلاك والترشيد والاستخدام الصحيح لمواردنا، ما يجعل عليها دور كبير فى خفض استخدام كافة أنواع الطاقة "الكهرباء والمياه والغاز" بما يوفر ميزانية الأسرة ويحقق الفائدة المجتمعية.

"حواء "كان لها هذا التحقيق لطرح رؤى العديد من الخبراء والمتخصصين حول الوسائل التى يمكن بها ترشيد استهلاك الطاقة، وتوضيح بعض السلوكيات الخاطئة التى يجب تجنبيها للحفاظ على استقرار الأسرة اقتصاديا والمساعدة على الادخار والتوفير..

البداية مع نوال مهدى، مدرسة التى تحرص دائما على فحص صنابير المياه وصيانتها بصفة شهرية لعدم إهدار المياه وتجنب القيمة الكبيرة لقراءة العداد، أما هبه محمد، ربه منزل فتقول: على المرأة الدور الأكبر فى الترشيد، باعتبارها المسئولة عن استهلاك المنزل وتعليم أولادها كيفية الحفاظ على المياه والكهرباء.

ويحرص إسماعيل محمود مهندس على مشاركة زملائه فى العمل وسيلة مواصلات جماعية كبديل من استخدام أكثر من سيارة، وعند السفر يحاول توفير الكهرباء بغلق كل مصادر الطاقة فى المنزل. 

وتقول همت إبراهيم، ربة منزل: أحاول تقليل استخدام الغلاية الكهربائية نظرا لأنها تستهلك الكثير من الطاقة، وأحرص على عدم ملئها بالكامل وتشغيلها فقط عند الحاجة، وكذا غسالة الأطباق حيث أجمع كل الأواني وأشغلها مرة واحدة يوميا، وأحاول  إنارة المنزل بالليل فقط وغلق الإضاءة خلال النهار لتوفير الكهرباء وتجميع الأسرة داخل غرفة واحدة وتشغيل تليفزيون واحد وتكيف واحد فقط فى المنزل.

أحيانا يكون من الصعب الحفاظ على الماء عند وجود أطفال داخل المنزل كما تقول رحاب مصطفى، وتنصح باختصار وقت الأطفال فى الاستحمام لتوفير كميات كبيرة من الماء.

وتدعو فاطمة السيد ربة منزل إلى استخدام بعض الأدوات البدائية فى التنظيف والاستغناء قدر الإمكان عن الوسائل الكهربائية (كالمكنسة، والفرن الكهربائى) وبذلك يمكن التقليل من قيمة فاتورة الكهرباء. 

ثقافه الترشيد

تقول د. شرين شوقى، نائب معهد بحوث المياه: لا شك أن الاستخدام والسلوكيات الخاطئة فى إهدار أهم مواردنا الطبيعية مياه النيل والسعي الدائم لتلويثها وعدم الاهتمام بطرق الري الحديثة يؤثر بالسلب على حصتنا من المياه وتعرضنا للجفاف، لهذا علينا الاستفادة من تدوير وإعادة استهلاك المياه المستخدم مرة أخرى سواء فى الزراعة أو الصناعة أو المنزل مثل: تجنب استخدام الخرطوم فى تنظيف السيارات والحيوانات، وضبط أوعية الحيوانات للشرب حتى لا تسكب على الأرض هباء، وعلى كل الوزارات الاهتمام بالقضية القومية للمحافظة على المياه ودراستها وزيادة التوعية وبالخطر الذى نمر به والحد من الإهدار، وعلينا توعية أجيالنا القادمة وهم صغار اليوم من المزارعين والفلاحين وأصحاب المصانع بأهمية الحفاظ على مصادرنا وتجنب زراعة أنواع معينة من المحاصيل التى تهدر الماء بشكل كبير وتحديث وتطوير استخدامنا بما يناسب احتياجاتنا ولا يضر بالمصلحة العامة.

دور المرأة

تدعو د. منال متولى، خبيرة البترول والطاقة والبيئة إلى الاهتمام بإعادة تدوير المياه واستخدامها مرة أخرى للحد من إهدارها كاستخدام مياه حوض السمك ومخلفات من الثلاجة أو الفريزر أو التكييفات فى ري النباتات، وتقول: يمكن وضع زجاجة مياه فى صندوق الطرد بالحمام "السيفون لتر" لتوفير قدرها فى كل مرة يستخدم فيه وإعادة استخدامها، بجانب الحد من إهدار المياه فى تنظيف السيارات والحيوانات، كما يفضل ري النباتات المنزلية فى الصباح الباكر أو ليلا لتجنب تبخر المياه بواسطة الشمس، وإذا كان للمنزل حديقة من الأفضل استخدام أساليب حديثة للري كالتنقيط أو المرشات.

وتضيف: المرأة  لها دور كبير فى غرس ثقافة ترشيد استهلاك مصادر الطاقة المختلفة فى نفوس أولادها ، فالتربية والتوعية بأهمية الترشيد هى أساس النجاح، والمرأة إذا كانت على قدر من الدراية والثقافة فإنها تستطيع ابتكار طرق ووسائل جديدة للترشيد والتوفير، لذا عليها أن تتابع مبادرات وحملات التوعية والترشيد فى الاستهلاك والاستفادة منها فى مواجهة ارتفاع الأسعار والحد من الفواتير المرهقة ماديا للأسرة، والاستعانة بالطرق الحديثة والمبتكرة فى الاستهلاك للتوفير والادخار.

أهمية الترشيد

يقول النائب د. محمد الجبلاوى، وكيل لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب: تعتمد الدولة لتحقيق التنمية المستدامة فى مختلف مجالات الطاقة على مصادر الطاقة المتجددة والصديقة للبيئة كالكهرباء والغاز الطبيعى، لذا هناك اتجاه كبير لتحويل السيارات للغاز الطبيعى كوسيلة للحفاظ على البيئة وتوفير الاستهلاك، ويجب اللجوء إلى وسائل المواصلات الأخرى كالنقل العام، والقطار السريع والمونوريل  التي تخفف من الضغط على الطرق وتوفر راحة أكثر، ويجب الاهتمام بمتابعة المشاريع الجديدة، واستخدام شبكة الطرق والكبارى الجديدة ذات المواصفات العالمية والتى تحافظ على السيارة وتوفر فى استهلاكها للوقود، واستخدام نظام المشاركة بين أصحاب السيارات المتعددة، واختيار الوقت المناسب لقضاء المشاوير بعيدا عن الزحام والاستعانة بلمبات موفرة واختيار الأجهزة الكهربائية التي تعمل بكفاءة وتوفر من استهلاك الماء والكهرباء، وتنظيف فلتر مكيف الهواء كل أسبوعين للتقليل من الاستهلاك، والحرص على غلق كل الأجهزة التى لا يتم استخدامها كالشاحن وغيره.